کد مطلب:306609 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:177

ابادة الشعوب الحمراء


بالهدایا الملوثة بجراثیم الطاعون و الكولیرا والملاریا.

.. هكذا یفعل الضیوف الغادرون بصاحب الدار الذی ادخلهم داره.. و كانت الامة الامریكیة فی تاریخها هكذا مع أصحاب الارض الاصلیین.

قال علماء تاریخ القارة الامریكیة و منهم الكاتب الامریكی الیكس هیلی فی كتابه «جذور»: الامة الامریكیة كلها امة مؤلفة من مهاجرین فیما عدا تلك القلة من الناس التی عرفت باسم «الهنود الحمر»، فهكذا سماهم كرستوفر كولمبوس عندما جاء الی امریكا متوهماً انه وصل الی الهند فوجد فیها نوعاً غریباً من الهنود


لا یتكلمون اللغة الهندیة التی یعرفها مُترجمة العربی الذی جاء معه من الاندلس، و رأی ان بشرتهم اقرب الی النحاس الاحمر، فسماهم الهنود الحمر [1] . فیما عدا هذه القلة القلیلة فكل الامریكان قد هاجروا أو هاجر آباؤهم و اجدادهم من بلاد بعیدة عبر البحار. و كلهم قد هاجروا الی امریكا بمحض رغبتهم و ارادتهم.. إما فرار من اضطهاد دینی عرفته اوربا فی مراحل النزاع العنیف الدامی الذی جری بین الكاثلولیك و البروتستانت أو بین المسیحیین والیهود.. و إما فرارا من الاضطهاد السیاسی الذی عاشت فیه اوربا و غیر اوربا مراحل طویلة كانت فیها غیابة السجون.. و اما- و هو الغالب قدیماً و حدیثاً- سعیاً وراء رزق اوسع واوفر فی بلاد لا حدود لغناها، تفتح أبوابها لمن یرید أن یأتی لیعمل و لیشری، و لیكون مواطناً امریكیاً..

.. یقول الكاتب الفرنسی (روجیة غارودی) فی كتابه (الولایات المتحدة طلیعة الانحطاط):

.. فان كل السكان الذین یعیشون فی الولایات المتحدة هم من المهاجرین.

و مهما كانت أصول هؤلاء المهاجرین، و حضاراتهم الاولی، فقد جاؤوا الی امریكا بحثاً عن العمل و كسب المال. و سواءً كانوا ایرلندیین أو طلیان أو عبیداً سوداً غرُّبُوا عن مواطنهم الاصلیة قسراً، سواءً كانوا مكسیكیین أو من بورتوریكو، فقد جاء كل منهم یحمل معه دینه و ثقافته. و لانه لم یكن لدی هؤلاء المهاجرین والمهجرین دیانة أو ثقافة مشتركة، فقد كانت الرابطة الوحیدة التی تتجمعهم، تشبه ما یربط بین افراد فریق یعمل فی مشروع مشترك [2] .


.. و الان تعال معی أهی القارئ الكریم لنقرأ سویاً عن هذه الشعوب «الهنود الحمر» التی ظلمت قبل كل شعب، و كانت الخطیئة الاولی لهؤلاء الجناة الاوربیون.


[1] جذور قصة الزنوج في امريكا ص 7.

[2] الولايات المتحدة طليعة الانحطاط ص 37.